Dr Laith Mustafa Al Jammal

Internal Medicine

2024-02-23T11:58:27.8109782

الرجفان الأذيني (بالإنجليزية: Atrial Fibrillation or AFib) . من أكثر أنواع عدم انتظام ضربات القلب شيوعًا، والذي يظهر على شكل تسارع غير منتظم في نبضات القلب. يمكن أن يسبب الرجفان الأذيني بقطع أو إعاقة التدفق الطبيعي للدم بشكل مفاجىء ، مما يزيد من خطر الإصابة بالجلطه الدماغية وجلطات الدم خصوصا لدى فئه من المرضى تكثر فيهم تلك الجلطات إذا لم يتناولوا بانتظام مميع قوي للدم كما سيرد شرحه لاحقا . يحدث الرجفان الأذيني نتيجة وجود اضطراب في الحجرتين العلويتين من القلب (الأذينين)، مما يؤدي إلى تعطل تدفق الدم الطبيعي إلى الحجرتين السفليتين من القلب (البطينين)، وبالتالي عدم تزويد الجسم بالدم الكافي. ويمكن أن يحدث الرجفان الأذيني بشكل متقطع غير منتظم، أو يكون حالة مزمنة. تشيع الإصابة بالرجفان الأذيني بين كبار السن، ولكنه يمكن أن يصيب صغار السن أيضًا. كما يمكن أن يصبح حالة خطيرة مهددة لحياة الشخص إذا ترك دون علاج، ولكن مع العلاج المناسب يمكن التعايش مع الرجفان الأذيني والحصول على حياة طبيعية ونشيطة. أنواع الرجفان الأذيني: يقسم الرجفان الأذيني إلى أربع أنواع رئيسية، وذلك وفقًا لعدد مرات تكرار حدوثه، ومدة استمرار الرجفان في كل مرة يحدث. وفيما يلي نذكر أنواع الرجفان الأذيني الرئيسية: 1-الرجفان الأذيني المتقطع: يمكن أن تستمر نوبة الرجفان الأذيني المتقطع أو الإنتيابي (بالإنجليزية: Paroxysmal Atrial Fibrillation) لمدة أقل من 24 ساعة، وفي بعض الحالات تمتد لمدة تصل إلى أسبوع، بحيث يختفي الرجفان ويعاود الظهور ويتكرر مرة أو أكثر خلال اليوم. ومن الممكن أن لا يرافق الرجفان الأذيني المتقطع أي أعراض أو يمكن أن يشعر الشخص ببعض من أعراضه، مثل خفقان القلب، والدوار، وضيق التنفس او الم الصدر. من محفزات الإصابة بهذا النوع الإفراط في تناول الكحول أو التعرض لضغط جسدي أو نفسي شديد. 2-الرجفان الأذيني المستمر: وهذا يستمر لأكثر من اسبوع بدون علاج. يستمر الرجفان الأذيني المستمر (بالإنجليزية: Persistent Atrial Fibrillation) لمدة أكثر من أسبوع، ويمكن أن يتوقف من تلقاء نفسه أو يمكن أن يحتاج إلى تدخل طبي لإيقافه. 3-الرجفان الأذيني المزمن لا يستجيب الرجفان الأذيني المزمن أو الدائم (بالإنجليزية: Permanent Atrial Fibrillation) للأدوية أو خيارات العلاج الأخرى، ويبقى بدون اي انقطاع ولكن يمكن ان يبطىء تسارع القلب بالأدويه رغم بقاء عدم الانتظام ، وبالتالي فهو يتطلب علاج دائم للتحكم في معدل ضربات القلب وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات الرجفان الأذيني، مثل الجلطه الدماغيه اسباب الرجفان الأذيني: تشمل أسباب الرجفان الأذيني المحتملة جميع الأمراض والمشكلات الصحية التي يمكن تسبب تغير أو تلف في أنسجة وبنية القلب، بالإضافة إلى عدد من العوامل الجسدية والنفسية التي يمكن أن تسبب حدوث نشاط غير طبيعي في كهربائية القلب. وفيما يلي نذكر بعضًا من أسباب الرجفان الأذيني: -أمراض القلب المختلفه، مثل امراض صمامات القلب ، فشل وهبوط القلب ، واعتلال عضلة القلب، ومرض شرايين القلب التاجيه ، التهاب التامور، وعيوب القلب الخلقية. -ارتفاع ضغط الدم. -أمراض الرئة، بما في ذلك مرض الانسداد الرئوي المزمن بسبب التدخين. -اضطرابات الغدة الدرقية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية. -الفشل الكلوي المزمن. -كما يمكن أن يحدث الرجفان الأذيني بعد عملية القلب أو غيرها من العمليات التي تجرى في منطقة الصدر، مثل عمليات الرئة أو البلعوم. -توقف التنفس أثناء النوم. السمنة. ومن الملاحظ ان عدم النوم بشكل جيد يكشف عن المرض، وكذلك الإفراط في استهلاك المنبهات، مثل الكافيين، والكحوليات، والتدخين وبعض الأدوية. ما هي فسيولوجيا الرجفان الأذيني؟ يتكون القلب من أربع حجرات، حجرتان علويتان تسمى بالأذينان، وحجرتان سفليتان تسمى البطينان، وفي الوضع الطبيعي يحدث نبض القلب عندما تطلق العقدة الجيبية الأذينية (بالإنجليزية: Sinoatrial Node) التي تقع في الأذين الأيمن نبضات كهربائية تؤدي إلى انقباض الأذينين، مما يدفع الدم إلى التدفق داخل البطينين. ثم تنتقل النبضات الكهربائية إلى البطينين، وبالتالي انقباض البطينين. يحدث الرجفان الأذيني عندما لا تطلق العقدة الجيبية إشارات كهربائية منتظمة، إنما تقوم بإطلاق العديد من النبضات الكهربائية المختلفة بسرعة معًا، مما يؤدي إلى حدوث انقباضات فوضوية وسريعة جدًا وغير فاعله في الأذينين تسمى بالرجفان. وتؤدي انقباضات الأذينين السريعة وغير المنتظمة إلى عدم ضخ الدم بشكل كافي إلى البطينين. كما يصبح البطينين غير قادرين على مواكبة سرعة انقباضات الأذينين أو ملء وضخ الدم بشكل طبيعي. نتيجة لذلك، يتجمع الدم في الأذينين بدلاً من أن ينتقل إلى البطينين ويخرج إلى باقي الجسم. ويزيد تجمع الدم هذا من من خطر الإصابة بجلطات الدم في القلب، أو انتقال الجلطات الدموية من القلب إلى مجرى الدم وإلى الدماغ والتسبب بجلطه دماغية. اعراض الرجفان الأذيني: في معظم الحالات، لا يسبب الرجفان الأذيني أي أعراض، أو يمكن أن تظهر بعض أعراض الرجفان الأذيني بشكل متقطع، ويعتمد ذلك على نوع الرجفان الأذيني وشدة المرض. ومن أعراض الرجفان الأذيني المحتمل ملاحظتها ما يلي: خفقان القلب، أو الشعور بعدم انتظام ضربات القلب. ضيق التنفس، خاصة أثناء القيام بنشاط بدني أو عند الاستلقاء. ألم في الصدر، أو الشعور بالضغط أو عدم الراحة في منطقة الصدر. انخفاض ضغط الدم. الدوخة والدوار. الشعور بالضعف العام. كيف يتم تشخيص الرجفان الأذيني؟ 1-تخطيط كهربية القلب، حيث يوفر هذا الاختبار المعلومات حول معدل وإنتظام ضربات القلب. 2-الايكو او تخطيط صدى القلب، والذي يستخدم الموجات الصوتية لإنتاج فيديو حي للقلب. ويشخص امراض الصمامات وقوه عضله القلب. 3-تصوير الصدر بالأشعة السينية للتحقق فيما إذا كان سبب الرجفان الأذيني أحد أمراض الرئة. 4-فحص الجهد للقلب . وهو فحص يكشف عن تضيق الشرايين بنسبه دقه تصل إلى حوالي 67%. ويعطي فكره لمعرفة كيف يعمل القلب عند بذل نشاط بدني، ويمكن أن يتم من خلال المشي على جهاز المشي أثناء ارتداء مستقبلات استشعار متصلة بجهاز تخطيط القلب. 5-التصوير المقطعي المحوسب (CTA Cardiac) او باستخدام الرنين المغناطيسي (CMR). وتعطي دقه كبيره حول تشخيص امراض القلب من خلال الاشعه الطبقيه او الرنين المغناطيسي (CMR). 6-فحوصات الدم، للتحقق من عمل اعضاء الجسم المختلفه والغده الدرقيه وقوه الدم . 7-استخدام اجهزه مراقبه نبض القلب وإلصاقها لمده طويله على صدر المريض ، وذلك في حالة الرجفان الأذيني المتقطع، من الممكن أن لا يكشف مخطط كهربية القلب المشكلة، لهذا يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام أحد أجهزة مراقبة القلب لفترة زمنية طويلة نسبياً، ومن الأمثلة على هذه الأجهزة ما يلي: -جهاز هولتر، وهو عبارة عن جهاز محمول يتم ارتدائه بشكل مستمر ليوم واحد او لبضعة أيام أثناء ممارسة الأنشطة اليومية، حيث يقوم بتسجيل بيانات القلب على مدار الساعة، مما يساعد الطبيب على اكتشاف وتشخيص الرجفان الأذيني المتقطع . وهناك ايضا أجهزه تساعد في اكتشاف الرجفان الأذيني النادر الحدوث. ويمكن ان تساعد الساعات الذكية المتصله بتطبيقات الهاتف المحمول، حيث يوجد عدد من هذه الأدوات التي تساعد المريض بمتابعة نظم القلب لديه بشكل يومي وعلى مدار الساعة. وهي مرخصه طبيا لتشخيص اضطراب نظم القلب إذا كانت مفعله هذه الخدمه في بعض البلدان في العالم. علاج الرجفان الأذيني: -يعالج السبب اولا . -القسطره العلاجيه حيث الافضل في بدايات التسارع إستئصال بؤر التسارع باستخدام القسطره العلاجيه في مرحله مبكره من المرض. -وتستخدم الادويه بهدف إبطاء التسارع والسيطرة على الأعراض والخفقان، وتستخدم المميعات تقليل مخاطر حدوث مضاعفات الجلطات مثل جلطات الدماغ باستخدام المميعات الفعاله وذلك في بعض الحالات على وجه التحديد. يقوم الطبيب بوجه عام بوضع خطة علاجية بالاعتماد على مدى شدة الأعراض وأسباب الرجفان الأذيني ونمطه، مع مراعاة صحة المريض العامة ونمط حياته. وتشمل خيارات علاج الرجفان الأذيني ما يلي: 1-الأدوية: حيث يتم بدء علاج الرجفان الأذيني للتحكم في إيقاع القلب ومنع تكون جلطات الدم، ومن الأدوية التي قد يصفها الطبيب عند الحاجة ما يلي: -ادويه إبطاء دقات القلب مثل حاصرات بيتا، مثل الميتوبرولول، وحاصرات قنوات الكالسيوم، مثل ديلتيازيم، حيث تساعد فئات الأدوية هذه في إبطاء معدل ضربات القلب وتخفيف قوة الانقباضات. وكذلك الاميودارون وادويه حاصرات قنوات الصوديوم أو البوتاسيوم، والتي تساعد في إعادة إيقاع القلب إلى طبيعته ، والديجوكسين (بالإنجليزية: Digoxin) والذي يستخدم لأبطأ دقات القلب. -الأدوية المضادة للتخثر أو مميعات الدم، مثل الورفارين ، والريفاروكسيبان، وذلك لتقليل خطر الجلطات القلبية. -إعادة ضبط إيقاع القلب بالأدويه ، وبالصعقة الكهربائيه عند الضروره(بالإنجليزية: Electrical Cardioversion) في بعض الحالات من الرجفان الأذيني الطارئه وهو إجراء يتم تحت التخدير العام، يشتمل على توصيل صدمة كهربائية للقلب لإعادة ضبط الإيقاع غير المنتظم وتحويله إلى إيقاع منتظم. وغالباً ما يتم التحقق من عدم وجود جلطات في القلب قبل القيام بهذا الإجراء باستخدام جهاز الايكو إذا استمرت نوبه التسارع اكثر من 48 ساعه بدون انقطاع ، وفي حال وجود جلطة في الاذين في فيديو الايكو يتم وصف أحد أدوية مضادات التخثر للمريض لعدة أسابيع لعلاجها، وبعد ذلك يتم إجراء تقويم نظم القلب بالصدمة الكهربائية. حيث يمكن أيضاً استخدام ادويه تقويم إيقاع القلب مثل الاميودارون خصوصا عن طريق الوريد في الحالات الطارئه. ويسمى هذا الإجراء لتقويم نظم القلب الكيميائي أو الدوائي مقارنه بالتقويم الكهربائي بالصدمه الكهربائيه. - الجراحه تعد الجراحة في بعض الأحيان، وتشمل أنواع الجراحات التي تجرى لعلاج الرجفان الأذيني المزمن أو الشديد ما يلي: جراحة المتاهة (بالإنجليزية: Maze Surgery)، حيث يقوم الجراح بإنشاء مسار من النسيج الندبي على جزء القلب الذي ينقل الإشارات الكهربائية التي تتحكم في ضربات قلبك، ويعمل هذا النسيج الندبي على إيقاف أو اعتراض طريق عن إجراء النبضات الكهربائية غير المنتظمة التي تسبب الرجفان الأذيني. والان الخيار الافضل هو القسطره العلاجيه باستئصال البؤر الكهربائيه النشطه (بالإنجليزية: Ablation)، حيث يتم استخدام الليزر أو موجات الراديو أو لحرق أنسجة القلب المسببة للرجفان الأذيني، وبالتالي تشكيل نسيج ندبي لا يمرر الإشارات الكهربائية غير المنتظمة.، في حال كانت أسباب الرجفان الأذيني تتعلق بمشاكل صحية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو توقف التنفس أثناء النوم، فيجب علاج المشكلة الأساسية جنباً إلى جنب مع علاج عدم انتظام ضربات القلب. كيف يمكن الوقاية من الرجفان الأذيني؟ يمكن علاج أو التعايش مع الرجفان الأذيني في معظم الحالات، ولكن يمكن أن تتكرر الإصابة بالرجفان الأذيني أو تزداد شدته مع مرور الوقت. وهناك بعض الخطوات والنصائح التي تساعد في الوقاية من الرجفان الأذيني وتقليل خطر مضاعفاته، ومن أهمها: تناول طعام صحي، ويشمل ذلك الإكثار من الخضار والفواكه الطازجة، وتخفيف الوزن كعلاج للسمنه وتناول الحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، وتقليل استهلاك الكافيين والكحوليات والامتناع عن التدخين. كذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إذ تساعد الرياضة على تقوية العضلات، وتعزيز الدورة الدموية في الجسم، والحفاظ على وزن صحي. ويميل مرضى الرجفان الأذيني الذين يمارسون الرياضة إلى المعاناة من نوبات أقل من عدم انتظام ضربات القلب والتمتع بنوعية حياة أفضل. تجنب التوتر أو السيطرة عليه، إذ يؤدي التوتر والإجهاد إلى تفاقم حالة الرجفان وزيادة تسارع ضربات القلب. مضاعفات الرجفان الأذيني: يمكن التعايش مع الرجفان الأذيني والحفاظ على صحة جيدة، ولكن يمكن أن يسبب الرجفان الأذيني غير المشخص أو غير المعالج إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة الفرد. ومن مضاعفات الرجفان الأذيني ما يلي: -جلطات الدم، حيث يمكن أن تتكون جلطات في الأذينين نتيجة تجمع الدم بهما، ومن ثم تنتقل هذه الجلطات إلى أجزاء مختلفة من الجسم وتسبب انسداد في تدفق الدم لبعض الأعضاء، مثل الدماغ او الكلى، والطحال، والرئتين. وتحدث جلطه الدماغ عندما تسد جلطة دموية تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، ومن أعراضها ضعف في جانب واحد من الجسم، ومشاكل في الرؤية، وصعوبة في الكلام والحركة. -فشل القلب، وخاصة في الحالات الشديدة من الرجفان الأذيني.